بررت الولايات الولايات، على لسان وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، الحصار والعقاب الجماعي الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، مسايرة الموقف الإسرائيلي، الذي يبرر ممارساته لمقولة الأمن.
وقال مسؤول أممي إن 42 فلسطينيا قتلوا وأصيب 171 آخرون جراء الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ15 يناير، والتي تضمنت غارات جوية وهجمات بالدبابات واشتباكات مع مقاتلين فلسطينيين، بينما أظهر استطلاع للرأي تأييد أغلبية الإسرائيليين لتشديد العقوبات والحصار.
في هذا السياق أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، في زوريخ، أن الولايات المتحدة تريد تلبية الضرورات الأمنية لإسرائيل والاحتياجات الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة في آن واحد.
وقالت رايس، بعد لقاء وجيز مع نظيرتها السويسرية ميشلين كالمي-راي، في زوريخ، في طريقها إلى دافوس للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي "بحثنا الوضع في غزة ومخاوفنا بشأن الوضع الإنساني هناك. أود الإشارة إلى وجوب إبقاء أمن إسرائيل ومصالح سكان غزة الإنسانية نصب أعيننا.
واستعملت الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي حق الفيتو ضد جميع القرارات، التي دعت إلى إدانة الاعتداءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.
وأعربت غالبية من الإسرائيليين عن تأييدها لتشديد العقوبات المفروضة على الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر، حسب استطلاع بثت نتائجه الإذاعة الإسرائيلية العامة يوم الخميس. وردا على سؤال "هل ينبغي على إسرائيل تشديد أو تليين العقوبات على الفلسطينيين في قطاع غزة؟"، قال7 ،63 في المائة من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع إنهم يؤيدون تشديد العقوبات، مقابل 22،1 في المائة يدعون إلى تليينها، و10 في المائة يؤكدون وجوب الإبقاء على الحصار كما هو مطبق حاليا، فيما لم يعبر الباقون عن رأي.
أجري الاستطلاع لحساب معهد "شيفوك بانوراما"، وشمل498 شخصا، يمثلون السكان الإسرائيليين، مع هامش خطأ من5 ،4 في المائة.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، أن الضغوط على غزة ستستمر، بدعوى السعي إلى وقف إطلاق الصواريخ من القطاع على جنوب إسرائيل.
عباس بلا سند من الإدارة الأميركية عن حصيلة العدوان الإسرائيلي، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، ليان باسكوي، إن 42 فلسطينيا قتلوا وأصيب117 آخرون، جراء الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ15 يناير، تضمنت غارات جوية وهجمات بالدبابات واشتباكات مع مقاتلين فلسطينيين.
وقال باسكوي، في بيان وزعه المكتب الإعلامي للأمم المتحدة بالقاهرة، إن هذه الحصيلة من القتلى والإصابات جاءت نتيجة ثمان عمليات برية، و15 غارة جوية، بينما أصيب11 إسرائيليا جراء إطلاق "المتشددين" الفلسطينيين نحو 150 صاروخا وقنابل هاون على مناطق في إسرائيل.
وأوضح أن معابر غزة كانت مغلقة أغلب الوقت منذ سيطرة حماس على القطاع، باستثناء السماح باستيراد بعض الاحتياجات الإنسانية الضرورية، مشيرا إلى أنه في ظل هذا الوضع انخفضت صادرات غزة بنسبة 98 في المائة، كما تراجعت وارداتها بنسبة 77 في المائة، وتجمدت مشاريع إعادة الأعمار، التي تنفذها الأمم المتحدة، لخلق فرص عمل لسكان غزة بسبب عدم توفر مواد البناء.
واعتبر المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني في قطاع غزة "مازال هشا"، مشيرا إلى ضرورة توفير حوالي2 ر2 مليون لتر من الوقود لإعادة التيار الكهربائي لما كان عليه في بداية يناير. وأشار إلى دعوة الأمين العام، بان كي مون، كافة الأطراف لوقف العنف على الفور، والوفاء بالتزاماتهم تجاه القانون الدولي، وعدم تعريض المدنيين للخطر، وتعبيره عن "قلقه الشديد" من إراقة الدماء.
وبينما تعلن الإدارة الأميركية مساندتها للرئيس الفلسطيني محمود عباس في مواجهة حماس، فإنها تضعف موقفه بتأييدها للحصار والاعتداءات الإسرائيلية.
ويخوض عباس، الذي ضعف سياسيا بعد أن خسر السيطرة على قطاع غزة لحماس، معركة على جبهتين في إطار مساعيه للتعامل مع إسرائيل بشأن إقامة دولة فلسطينية. وتعقدت جهوده بسبب هجمات صاروخية على إسرائيل من جانب ناشطين في قطاع غزة وإغلاق إسرائيل حدود القطاع مما أثار مخاوف من حدوث أزمة إنسانية.
وقال حسن عصفور، المفاوض الفلسطيني السابق وهو يستخدم التعبير الذي يستخدمه عباس عندما يتحدث عن سيطرة حماس على قطاع غزة، إن الرئيس الفلسطيني يخوض معركة لإنهاء الانقسام الفلسطيني الناجم عن "انقلاب حماس في غزة"، من أجل الاستمرار في طريقه لتحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية، التي يجسدها الاستقلال الفلسطيني. وأضاف عصفور أن العقبة الأخرى التي يواجهها هي مفهوم إسرائيل الضيق لنوع الاتفاق، الذي تأمل في التوصل إليه مع عباس، قبل انتهاء ولاية الرئيس الأميركي جورج بوش في يناير 2009 .
ويسعى عباس إلى معاهدة سلام شاملة ويريد إعلان قيام دولة فلسطينية بحلول نهاية هذا العام. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، يريد "إطار اتفاق" عاما لا ينتهي بإعلان دولة، وإنما يلخص كيفية حل قضايا رئيسية، مثل القدس والمستوطنات اليهودية واللاجئين الفلسطينيين والحدود.
وبدأت إسرائيل مع الفلسطينيين أول محادثات سلام جادة في سبع سنوات الأسبوع الماضي عندما حث بوش على التعامل مع القضايا الجوهرية، ومع انطلاق هذه المحادثات فرضت إسرائيل الحصار على قطاع غزة.